تفاعلت سوق الأسهم السعودية مع اتجاه أسواق الأسهم العالمية الذي طغى عليه الأداء الإيجابي خلال هذا الأسبوع مع تهدئة حالة الهلع النفسي بعد توالي التصريحات الصادرة عن قادة الدول الصناعية الكبرى G7 بشأن خطط إنقاذ المؤسسات المالية المتعثرة وترافقت مع انعقاد سلسلة من الاجتماعات الدولية لبحث هذه الأزمة في مطلع الأسبوع وبالأخص اجتماع قادة الدول الأوروبية واجتماع رؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية لمجموعة العشرين G20 والتي تضم الدول الصناعية الكبرى وعدد من الدول الناشئة ومن ضمنها السعودية. إضافة لذلك فقد ساهمت تصريحات محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في دول الخليج بشأن سلامة الأوضاع الاقتصادية في المنطقة في طمأنة نفسيات المتعاملين مما دفع بمعظم مؤشرات الأسواق الخليجية للتحليق بمكاسب حادة خلال يومي الاثنين والثلاثاء، واستطاع مؤشر السوق السعودية تسجيل مكاسب حادة بلغت 17%. في أثناء ذلك، استكملت بقية البنوك السعودية لنتائجها المالية الربع سنوية، وأظهر معدل أرباح البنوك للأشهر التسعة الأولى 2008 ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 2% مقارنةً بالأشهر التسعة الأولى 2007، وتراجعاً بنسبة 14% للربع الثالث 2008 مقارنةً بالربع الثاني 2008، ويأتي هذا التراجع في ظل عدد من العوامل وأهمها المخصصات الائتمانية التي حددتها بعض البنوك لمواجهة أي انخفاض محتمل في محافظها الاستثمارية نتيجة الأزمة المالية العالمية، كذلك التأثر بالتراجع الحاد الذي طرأ على إيرادات عملياتها الاستثمارية في مجال الوساطة في السوق السعودية بالإضافة لتأثرها بالقيود المفروضة عليها بعدم التوسع في الإقراض في الفترة السابقة لكبح معدلات التضخم. يذكر أن مؤسسة النقد العربي السعودي أقرت هذا الأسبوع تخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي على ودائع البنوك من 13% إلى 10% مما يدعم السيولة في الاقتصاد ويخفف قيود الإقراض على البنوك لتجابه الطلب على الائتمان في ظل النمو الاقتصادي المحلي. وفيما يتعلق بأسواق النفط، فقد واصلت الأسعار تراجعها تأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية ومخاوف تأثر الطلب على النفط تباعاً لذلك، حيث أغلق سعر نفط غرب تكساس يوم أمس الثلاثاء 14 أكتوبـر مسجلاً 78.7 دولاراً بانخفاض قدره 11.5 دولار أو ما نسبته 12.7% عن سعره قبل أسبوع. هذا وقد أغلق مؤشر السوق الرئيسي يوم الأربعاء 15 أكتوبـر 2008 مسجلاً 6863.15 نقطة بارتفاع نسبته 11.4% عن إغلاق الأسبوع الماضي. وبذلك يكون المؤشر قد انخفض بنسبة 37.8% منذ بداية العام. أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد ارتفعت هذا الأسبوع حيث بلغت 43.9 بليون ريال مقابل 13.7 بليون ريال للأسبوع الماضي.
توقعات الأسبوع المقبل: مع تطلع المستثمرين المحليين إلى اتجاه الأسواق العالمية كمؤثر قوي في قراراتهم الاستثمارية في الفترة الحالية، نتوقع على المدى القريب أن تواصل السوق السعودية في الأيام المقبلة تفاعلها مع أداء الأسواق العالمية بانتظار أخبار جديدة تدعم ثقة المتعاملين في السوق. وعلى المدى البعيد تبقى النظرة إيجابية بشأن تقييم الشركات السعودية والوضع الاقتصادي للمملكة ما لم تطرأ تغيرات جديدة تؤثر على مستقبل أداء الاقتصاد الوطني وأهمها أسعار النفط.